قبل أيام قليلة مضت.. وأنا أقوم بتصفح بعض المواقع الإخبارية على الشبكة العنكبوتية، توقفت لبرهة متأملاً أحد الأخبار التي تشير لتاريخ سابق، وكان الخبر بعنوان «أمير قطر يؤدي مناسك العمرة»، وفي واقع الأمر لم تكن تلك المرة الأولى ولا الوحيدة التي أدى فيها أمير قطر «تميم بن حمد» مناسك العمرة بعد توليه مقاليد الحكم في بلاده، فالزيارة التي تمت عام 1436 سبقتها زيارة أخرى كان قد قام بها عقب توليه مقاليد الحكم في قطر مباشرة.
لم أتوقف عند الخبر لسبب شخصي، فأداء أمير قطر للعمرة أمر لا يخصني كثيراً، هذا بخلاف كونه أمراً طبيعياً أن يؤدي مناسك العمرة، فالمملكة ترحب دوماً بزوار بيت الله الحرام من جميع دول العالم، وهي تتعامل مع جميع المسلمين بهذا الشـأن بمنتهى الحيادية ودون إقحام أية خلفيات من أي نوع في هذا الأمر الجليل، فإشراف المملكة على الحرمين هو أمر تتشرف به دوماً، وتأخذ على عاتقها هذه المسؤولية المقدسة التي تتحملها بغاية الإجلال والتوقير رغم الصعاب والتحديات التي تزيد عاماً بعد عام.
توقفت لبرهة عند هذا الخبر لأتفكر في أسباب ذلك الهجوم الإعلامي الضاري الممنهج والمدفوع من الخارج الذي تقوده قطر في الآونة الأخيرة ضد المملكة وخاصة فيما يتعلق بدعوتها لتدويل الحرمين، وهو ما دفعني للتساؤل عن أوجه القصور التي لمسها أمير قطر خلال زيارتيه السابقتين للمملكة لأداء العمرة، والتي دفعته بعد سنوات –من أداء العمرة– لشن مثل هذا الهجوم العنيف ضد المملكة.
من الأهمية بمكان أن ندرك أن دعوات الإعلام القطري المشبوه لتدويل الحرمين تمثل «دعوة شاذة»، وسبب نشازها الجوهري أنها لم تصدر عن سبب حقيقي، بل هي دعوة مدفوعة ومخطط لها من الخارج، كما أن أسبابها سياسية بالدرجة الأولى، فلطالما تزعمت إيران دوماً مثل هذه الدعاوى والمطالبات، على الرغم من عدم استحيائها من كشف أهدافها المتعلقة بتصدير ثورتها وتشييع كامل المنطقة العربية، وهي الدعاوى التي لم تكن تجد لها أي صدى من قبل على صعيد الدول العربية، وهذا بالطبع سببه سمعة النظام الإيراني السيئ في المحافل الدولية، وتاريخه المعروف في إثارة أمن المنطقة والتلاعب باستقرارها، بل واستهتار النظام بشعبه وعدم اكتراثه بحمايته والدفاع عنه على أي صعيد كان، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الأمني أو حتى الاجتماعي، وهو الأمر الذي ظهر جلياً أثناء اندلاع الاحتجاجات الشعبية الأخيرة في إيران، التي تم قمعها بقسوة منقطعة النظير.
ما أحزنني في الحقيقة هو ما وصل إليه نظام الحمدين الذي يحكم قطر لسنوات من تردٍ وتبعية وتخليه عن أبسط القيم، إلى الدرجة التي هانت عليه حرمة الدين والتي دفعته للدعوة لجعل السيطرة على الحرمين الشريفين في أيدٍ غير أمينة؟ من أجل كسب رضا أسياده داخل إيران، وما يؤلم حقاً هو تلك الأصوات الشاذة –رغم قلتها– والمتعاطفة مع قطر، والتي يبدو أنها تتغافل عن دور الإعلام القطري في تزايد الأزمة من خلال إثارة قضايا تمس أمن وسيادة المملكة، لكن الحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع أن موقف قطر لم يتغير قبل وبعد الأزمة الأخيرة، ففي اعتقادي أن التغير الوحيد هو أن دورها في التآمر أصبح «على المكشوف»، ولأن المملكة لا تجيد بل ولا تحبذ مثل هذه السياسات الصبيانية فقد اتخذت قرارها بضرورة حسم الموقف السياسي لها والمتمثل في فضح مؤامرات النظام القطري إعلامياً ودولياً.
ما نعرفه ويعرفه الجميع هو أن تلك الدعاوى ليست أكثر من تشويشات يراد بها إثارة الزوابع في المحيط العربي الإسلامي، ونحن لا نلوم إيران هنا لأن نظامها الفاسد يفصح عن قبحه وفساده بنفسه وبأيدي شعبه، ولكننا نلوم النظام القطري الذي لم يكتف بلعب دور الدمية بين يدي حكام إيران فحسب، بل هانت عليه المقدسات بحرمتها وجلالها ووقارها إلى الحد الذي دفعه لاستخدامها كوسيلة من وسائل الكيد السياسي، وأداة ينفث من خلالها عن حقده ورغبته المستعرة في القيام بدور يفوقه حجماً، بل ويعجز فعلياً عن تحقيق متطلباته، التي تفوقه حجماً ومساحة وخبرة وثقلاً دولياً وحضوراً عالمياً.
لم أتوقف عند الخبر لسبب شخصي، فأداء أمير قطر للعمرة أمر لا يخصني كثيراً، هذا بخلاف كونه أمراً طبيعياً أن يؤدي مناسك العمرة، فالمملكة ترحب دوماً بزوار بيت الله الحرام من جميع دول العالم، وهي تتعامل مع جميع المسلمين بهذا الشـأن بمنتهى الحيادية ودون إقحام أية خلفيات من أي نوع في هذا الأمر الجليل، فإشراف المملكة على الحرمين هو أمر تتشرف به دوماً، وتأخذ على عاتقها هذه المسؤولية المقدسة التي تتحملها بغاية الإجلال والتوقير رغم الصعاب والتحديات التي تزيد عاماً بعد عام.
توقفت لبرهة عند هذا الخبر لأتفكر في أسباب ذلك الهجوم الإعلامي الضاري الممنهج والمدفوع من الخارج الذي تقوده قطر في الآونة الأخيرة ضد المملكة وخاصة فيما يتعلق بدعوتها لتدويل الحرمين، وهو ما دفعني للتساؤل عن أوجه القصور التي لمسها أمير قطر خلال زيارتيه السابقتين للمملكة لأداء العمرة، والتي دفعته بعد سنوات –من أداء العمرة– لشن مثل هذا الهجوم العنيف ضد المملكة.
من الأهمية بمكان أن ندرك أن دعوات الإعلام القطري المشبوه لتدويل الحرمين تمثل «دعوة شاذة»، وسبب نشازها الجوهري أنها لم تصدر عن سبب حقيقي، بل هي دعوة مدفوعة ومخطط لها من الخارج، كما أن أسبابها سياسية بالدرجة الأولى، فلطالما تزعمت إيران دوماً مثل هذه الدعاوى والمطالبات، على الرغم من عدم استحيائها من كشف أهدافها المتعلقة بتصدير ثورتها وتشييع كامل المنطقة العربية، وهي الدعاوى التي لم تكن تجد لها أي صدى من قبل على صعيد الدول العربية، وهذا بالطبع سببه سمعة النظام الإيراني السيئ في المحافل الدولية، وتاريخه المعروف في إثارة أمن المنطقة والتلاعب باستقرارها، بل واستهتار النظام بشعبه وعدم اكتراثه بحمايته والدفاع عنه على أي صعيد كان، سواء على الصعيد السياسي أو الاقتصادي أو الأمني أو حتى الاجتماعي، وهو الأمر الذي ظهر جلياً أثناء اندلاع الاحتجاجات الشعبية الأخيرة في إيران، التي تم قمعها بقسوة منقطعة النظير.
ما أحزنني في الحقيقة هو ما وصل إليه نظام الحمدين الذي يحكم قطر لسنوات من تردٍ وتبعية وتخليه عن أبسط القيم، إلى الدرجة التي هانت عليه حرمة الدين والتي دفعته للدعوة لجعل السيطرة على الحرمين الشريفين في أيدٍ غير أمينة؟ من أجل كسب رضا أسياده داخل إيران، وما يؤلم حقاً هو تلك الأصوات الشاذة –رغم قلتها– والمتعاطفة مع قطر، والتي يبدو أنها تتغافل عن دور الإعلام القطري في تزايد الأزمة من خلال إثارة قضايا تمس أمن وسيادة المملكة، لكن الحقيقة التي يجب أن يدركها الجميع أن موقف قطر لم يتغير قبل وبعد الأزمة الأخيرة، ففي اعتقادي أن التغير الوحيد هو أن دورها في التآمر أصبح «على المكشوف»، ولأن المملكة لا تجيد بل ولا تحبذ مثل هذه السياسات الصبيانية فقد اتخذت قرارها بضرورة حسم الموقف السياسي لها والمتمثل في فضح مؤامرات النظام القطري إعلامياً ودولياً.
ما نعرفه ويعرفه الجميع هو أن تلك الدعاوى ليست أكثر من تشويشات يراد بها إثارة الزوابع في المحيط العربي الإسلامي، ونحن لا نلوم إيران هنا لأن نظامها الفاسد يفصح عن قبحه وفساده بنفسه وبأيدي شعبه، ولكننا نلوم النظام القطري الذي لم يكتف بلعب دور الدمية بين يدي حكام إيران فحسب، بل هانت عليه المقدسات بحرمتها وجلالها ووقارها إلى الحد الذي دفعه لاستخدامها كوسيلة من وسائل الكيد السياسي، وأداة ينفث من خلالها عن حقده ورغبته المستعرة في القيام بدور يفوقه حجماً، بل ويعجز فعلياً عن تحقيق متطلباته، التي تفوقه حجماً ومساحة وخبرة وثقلاً دولياً وحضوراً عالمياً.